تعتبر قوانين سير القطارات معقدة جداً مقارنة بقوانين سير العربات (السيارات) وتختلف عن كل أنظمة السير الأخرى. يمكننا إرجاع هذا التعقيد إلى سببين رئيسيين هما: 

 مسافة التوقف الطويلة للقطارات والتي تصل إلى عدة كيلومترات وهي في كثير من الأحيان أطول من مدى الرؤيا

السير على سكة حديدية لاتسمح للقطار بالإبتعاد عنها عند الخطر

لكن لماذا تحتاج القطارات إلى مسافة طويلة حتى تتوقف عن السير؟
هناك عدة عوامل:

الإحتكاك الضعيف بين العجلات والسكة لأن كلاهما مصنوع من الحديد وهو أقل بثمانية مرات من الإحتكاك الناشئ بين عجلات السيارة والطريق المعبد
السرعة الدنيا المطلوبة من القطارات حتى تؤدي واجبها كوسيلة نقل منافسة

 

إن مسافة التوقف لقطار يسير بنفس سرعة سيارة ما ، يحتاج إلى مسافة توقف أطول بحوالي عشر مرات من مسافة السيارة.

إن مسافة التوقف للقطارات فائقة السرعة والتي تسير بسرعة 200-350 كم / ساعة ، تتراوح بين كيلومترين وأكثر من خمسة كيلومترات.

 

مما سبق نستطيع أن نستنتج مايلي:

لأن القطار مقيد بالسكة الحديدية وسائقه لايستطيع الإعتماد على مسافة الرؤيا لأنها في غالب الأحيان أقصر من مسافة التوقف تصبح قوانين سير القطارات فائقة التعقيد وتتطلب أنظمة متعددة لتأمين السلامة

 

المجلة العربية للقطارات والسكك الحديدية ستحاول إلقاء الضوء على أحدث الأنظمة الإلكترونية المستخدمة عالمياً في هذا المجال والتي يمكن تسميتها باللغة العربية وتعدادها على هذا النحو:

نظام الإشارات نظام التحكم في السكك الحديدية نظام التحكم في القطارات

 


ملاحظة: مسافة التوقف هي المسافة التي يقطعها القطار السائر منذ لحظة اكتشاف الخطر حتى توقفه تماماً عن الحركة

01102021
© Arabic Railway Journal / مسافة التوقف أطول من مدى الرؤيا

 

ولو عدنا مرة أخرى لنقارن بين القطار والسيارة لقلنا أن سائق السيارة يسير معتمداً على الإشارات وعلى مسافة الرؤيا وعليه دوماً أن يلائم سرعته مع مسافة الرؤيا. إن الضوء الأخضر لايعني لسائق السيارة أنه يحق له السير إلا إذا كان الطريق خالياً من العوائق وعليه أن يتأكد من ذلك بنفسه. أما الضوء الأخضر للقطار فيعني أن الطريق من الآن وحتى الإشارة القادمة آمن وهو خالٍ من أي قطارٍ آخر.

قوانين سير القطارات قوانين وطنية، تختلف من بلد إلى آخر ولا يوجد في هذا المجال رخصة قيادة دولية. على سبيل المثال إذا ركبت القطار من النمسا متجهاً إلى ألمانيا فهناك إحتمالان:

إما أن يتغير السائق عند الحدود أو أن يكون السائق يحمل رخصتين للقيادة، واحدة للنمسا وأخرى لألمانيا.

 

وكما أن قوانين سير القطارات وطنية، فإن أنظمة الإشارات وطنية أيضاً وتختلف من دولة إلى أخرى، وسنقوم في الفقرة القادمة بعرض الإشارات النمساوية كنموذج لشرح حركة سير القطارات ولشرح مبدأ الأنظمة الإلكترونية للتحكم بمسار القطارات.

 

 

 

 

 

 

 

حقوق النشر محفوظة © Arabic Railway Journal

 

أضف تعليق